التحديات والصعوبات التي تواجه المديرين الدوليين

ان التحديات والعصوبات التي تواجه المدييرين الدوليين اصبحت تشكل احدى الامور التي تعمل الكثير من المؤسسات ومنظمات الاعمال على تفاديها، حيث أن  العصر الحالي يبين لنا مدى ضراوة المنافسة التي تخوضها تلك المنظمات للعمل على اجتذاب المواهب في جميع انحاء العالم والاحتفاظ بهم وتطويرهم. لذلك على الرغم من وجود تباطؤ اقتصادي عالمي حاليًا، هناك شروط هيكلية رئيسية لضمان استمرار المنافسة على المواهب لهذا فهي تعمل على البحث عن الأفراد الذين يمكنهم الإدارة بفعالية من خلال البيئة العالمية المعقدة والصعبة والمتغيرة والغامضة في كثير من الأحيان. حيث أن العمل في بيئة غريبة فيه ما فيه من ضغوط نفسية واجتماعية قد تجعل المدير الأجنبي أحياناً يشعر وكأنه منفس من بلد ويعان من القلق ومن صدمة ثقافية (عكسية أحياناً) ويحس وكأنما اقتلع من بيئته وموطنه. وقد يصل الأمر ببعضهم إلى أن يعودا إلى أوطانهم قبل انتهاء مدتهم. المدير الأجنبي يجد نفسه أمام بيئة سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة تماماً عما عهده، وليس ذلك فحسب، بل عليه مع كل ذلك أن ينشئ علاقات جديدة مهنية وغير مهنية، علاقات اجتماعية وعلاقات عمل مع مرؤوسين وزملاء وعملاء وسلطات حكومية.. الخ. ويتوقع منه أن يكون واسطة ومنسقاً لشركته في الخارج والسلطات الحكومية كما عليه ان يحافظ على علاقته الأسرية وعلى أفراد اسرته وأن يساعدهم على التكيف مع البيئة الجديدة. التحديات التي يواجهها المديرين الدولين: هناك العديد من التحديات التي يواجهها المديرين الدوليين اثناء تأدية أعمالهم في البلدان المضيفة والتي يمكن توضيحها فيما يلي: أولاً: تحديات البيئة الطبيعية:  تتمثل التحديات البيئية والطبيعية، في أمور الطقس والمناخ فمثلا المديرين الذي يعيشون ضمن الطقس والمناخ البارد يصعب عليهم تقبل المناخ الحار وبالتالي فإن مستوى الحياة والمعيشة الذي غالباً ما يقل عن المستوى الذي الفه المدير الأجنبي طول حياته. هنالك أيضاً جانب العناية الصحية وهل هي في مستوى الخدمات الصحية الكافي، والتطبيب وتعليم الأطراف ومدارسهم. هنالك طبعاً موضوع البعد عن الأهل والأصحاب الذين هم صمام الأمان النفسي للفرد في كل مجتمع. ويمكن أن نضيف هنا افتقاده لمجالات الترفيه والرياضة والاهتمامات والهوايات الشخصية وهل يستطيع المدير الأجنبي متابعتها بلا شك لن يستطيع متابعتها بنفس الانتظام السابق وحتى بعض الأشياء العادية – كالتسويق في محلاته التجارية المفضلة- لن تكون متاحة. ثانياً: التحديات الثقافية  يتطلب تشغيل شركة في بلد أجنبي فهم الثقافة المحلية، حيث أن الممارسات التجارية المقبولة والشائعة في الولايات المتحدة ليست دائمًا مناسبة عند إدارة الموظفين في بلد آخر. على سبيل المثال، قد يجد المدير الذي يعين المهام بسرعة للموظفين الأفراد وينتقل إلى مهام أخرى أنه قد أهان عاملاً معتادًا على آداب التعامل الرسمية، وبالتالي فإن هذا الامر قد يؤدي إلى فقدان الروح المعنوية لدى العامل، وغالبًا ما يؤثر عدم فهم الثقافة على اتصالات المدير مع العملاء والقدرة على التفاوض مع الشركات المحلية الأخرى أيضًا. كما تتضمن بعض التحديات الثقافية والاجتماعية فيما يلي: ( Katz & Seifer,,1996) بناء العلاقات:  نظرًا للاختلافات بين الثقافات، يمكن أن يكون بناء العلاقات عبر الثقافات أمرًا صعبًا بشكل خاص عند الانتقال إلى بلد جديد، ذلك لأن الثقافة تحدد الطرق التي نبني بها مجتمعنا، وكيف نتواصل، والسمات أو السلوكيات التي نميل إلى تقديرها، وهذا الامر يشكل تحدٍ بالنسبة للتكيف الثقافي بالنسبة للمدير الأجنبي. حيث أنه غالبًا ما تؤدي صعوبة القيام بذلك إلى الشعور بالعزلة عن الأسرة، والاغتراب عن الأقران، والتوتر أو القلق، وحتى الاكتئاب. في المقابل ، قد يواجه المديرين الدوليين مشكلة في تطوير الصداقات وبناء شبكة دعم محلية قوية. حواجز اللغة يعد الاتصال مكونًا رئيسيًا لكل عمل تجاري ناجح، لذا يجب أن يكون اكتساب مستوى معين من الطلاقة في اللغة المحلية من الأولويات التي تسمح للمدير الأجنبي القدرة على التواصل مع المجتمع المحلي، حيث قد تتضمن حواجز اللغة ما يلي: اللغة المحلية ولغة العمل التحدث بطلاقة بلغة البلد المضيف صعوبة فهم بعض جوانب اللغة المهمة في العمل صعوبة التكيف مع المعايير والتوقعات المحلية: قد يواجه المديرون صعوبة في التكيف مع الأعراف المحلية، مثل قواعد اللباس، والالتزام بالمواعيد، والآداب الاجتماعية، مما قد يجعل من الصعب التكيف مع الموظفين المحليين وشركاء الأعمال وتأخذهم على محمل الجد. وبناء على هذه التحديات فإن الشركات تلجأ إلى تدريب وتطوير مهارات المديرين الدوليين بما يمكنهم على التعامل مع تلك التحديات من خلال تعزيز قدراتهم ومهاراتهم في العديد من الجوانب المهارية الوظيفية وغير الوظيفية والتي سنحاول التطرق لها في هذه الورقة البحثية. ثالثاً: تحديات البيئة الاجتماعية: هناك أشياء خاصة بالسلوك المتوقع من المدير الأجنبي ومن أفراد اسرته عليه أن يراعيها، وما يجعل الأمر صعباً هو أن معرفة هذه القواعد الخاصة بالسلوك وما هو متوقع منه تقتضي وقتاً طويلاً لفهمها، كما أنه حتى بعد معرفتها، فإنه يتطلب وقتاً للتكيف معها. إضافة إلى أن جهله باللغة المسموعة والصامتة، لمجتمع البلد المضيف، قد يؤدي إلى حرصه الذي عاد ما يكون مدعاة للقلق او ما يسمى بالصدمة الثقافية، وكل ذلك يؤثر على مقدرته على التعامل والتفاهم مع الآخرين بدءاً من العاملين معه في المنشأة ومروراً بالشركاء المحليين والعملاء الخارجيين والمسؤولين الحكوميين وقد تتطلب منه وظيفته أن تكون له علاقات اجتماعية مع كل هؤلاء. (Wurtz, 2014) القوانين والأنظمة تختلف الضوابط الحكومية وقوانين الضرائب ومعايير الصحة والسلامة من موقع إلى آخر، الامر الذي يشكل تحدياً بالنسبة للمدير الدولي وفي ضرورة فهمه للقوانين والأنظمة واللوائح المحلية، إضافة إلى ضرورة الاطلاع على الحالة الاقتصادية للبلد بكافة مجرياتها. رابعاً: تحديات فنية ومهنية: في العادة لا يرتقي حجم العمل في الشركة التابعة داخل البلد المضيف إلى حجم العمل في مركز الشركة الام، فالوحدات الصناعية تكون أصغر والاقسام الإدارية أصغر، كما أن التقنية المستخدمة في البلد المضيف قد تكون اقل حداثة، إضافة إلى ان الأساليب الإدارية والتسويقية في البيئة المحلية تكون اكثر تعقيداً، لهذ فالتحديات الفنية والمهنية قد تتضمن في الآتي: عدم توفر التقنيات المطلوب للعمل في البلد المضيف ضعف البنية التحتية للبلد المضيف خصوصا في الأمور التكنلوجية خامساً: تحديات العودة: قد يستغرب البعض كيف تغدو العودة إلى الوطن تحدياً أمام المدير الأجنبي العائد إلى رئاسة شركته وموطنه. هذه أيضاً نظرة عديدة من الشركات العالمية التي لا تعطي الموضوع حقه من الأهمية تاركة مدراءها العائدين يعانون في صمت، حيث يتعدى هذه التحدي مجرد التكلفة أو إعادة التأقلم حيث يفترض أنهم لن يلاقوا مشاكل في ذلك لكنهم يلاقون. (Hurn, 2007) هنالك أولاً المشكلة المالية عندما يكتشف المدير العائد أن ارتفاع تكاليف الحياة الجامح في بلده قد جعل شراء منزل وتأثيثه وشراء عربة ومتطلبات أخرى فوق حجم مدخراته. هنالك ثانياً الوضع المميز الذي فقده فبعد أن كان ((الرجل الأول)) في الخارج يجد أنه مجرد واحد من عشرات، وأكثر من ذلك قد يجد نفسه خارج مجرى الأمور، فالشركة لا تشركه في القرارات ولا تستفيد من خبراته والفرص قد فاتته وأقرانه قد تخطوه بمراحل لأنهم لم يغادروا أبداً بينما تلاشت الأهمية الاجتماعية التي كان يلقاها في الخارج وتلاشى معها الوهج والأضواء التي كانت مركزة عليه. أحياناً بل من الطبيعي أن يعود متأثراً بالثقافة التي عرفها في الخارج وأن يظهر اثر ذلك في نظرته للأمور بل قد يحمل معه بعض تقاليدها وذلك قد ينفر منه زملاؤه. وبعض العائدين يظلون يعانون صدمة حضارية عكسية لفترة ليست بقصيرة. فالمدير العائد يواجه مسألة الفروقات في الأجر والتعويض، حيث تكون هي في العادة أعلى ممّا هو عليه الحال في الدولة الأم؛ ممّا يُعرّضه لضرورة التنازل عن نمط الحياة الراقي الذي كان يعيشه في الخارج من الناحية المادية على الأقل، كما يتعرض المدير العائد للانزواء في زاوية غير مهمة في الشركة بسبب التغير التقني والفني الكبير، بسبب ظهور جيل جديد من الكفاءة البشرية التي لها القدرة على ممارسة النشاط بما يتناسب مع التقدم الجديد التحديات الأخرى التي تواجه المدراء الأجانب: العلاج الطبي والخدمة الصحية الوقائية المقدمة. المجالات الترفيهية والرياضية المتواضعة في الدولة المضيفة وغيرها. البعد عن الأهل والأصدقاء. مسائل التعليم والتربية. فكل هذه الأمور السابقة تجعل المدير الأجنبي الوافد يعمل في ظروف نفسية وبيئية غير مريحة، تقوم بالتأثير على الأداء وعلى الإنتاج، لكن الحكومات والشركات الأجنبية تمكَّنت من التخلص من هذه المشاكل من خلال بناء مجمعات خاصة بالجالية المقيمة بالدولة المضيفة. وتحتوي هذه المجمعات على: وسائل الترفيه والتثقيف والترويح عن النفس. توفير الصالات الرياضية لممارسة الأنواع المختلفة من الأنشطة والرياضات. الحصول على الخدمة الصحية المناسبة وتلقي العلاج المناسب. وجود مراكز تعليمية من مدارس وجامعات تكون تابعة للدولة الأم، مثل فروع المدارس الأمريكية في المجمعات ممّا يؤدي إلى حدوث نوع من الإحباط لديهم تنعكس آثاره في النهاية على جميع التنظيم ومستوى الأداء فيه. آلية مواجهة تلك التحديات: تعد الكفاءة الثقافية من أهم المهارات التي يجب على المدير الدولي إتقانها قبل إرساله إلى بلد مضيف. يشير هذا إلى القدرة على فهم وتوجيه عادات وقيم ومعتقدات الثقافة المحلية من أجل التواصل والعمل بشكل فعال مع الناس من تلك الثقافة.، يتضمن ذلك فهم الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد الخاصة بالثقافة، فضلاً عن القدرة على التنقل بوعي من حيث فهم الأعراف والتقاليد الاجتماعية للبلد المضيف. مهارة أخرى مهمة هي إتقان اللغة: يمكن أن تؤدي القدرة على التحدث باللغة المحلية بطلاقة إلى تحسين التواصل والقدرة على بناء علاقات مع الموظفين والشركاء المحليين. بالإضافة إلى هذه المهارات المحددة، يجب أن يمتلك المدير الدولي أيضًا بعض القيم والمواقف التي ستساعدهم على تجاوز الاختلافات الثقافية التي سيواجهونها. وتشمل الآتي: الانفتاح: الاستعداد لتحدي الافتراضات والتحيزات والانفتاح على طرق جديدة للتفكير وفعل الأشياء. المرونة: القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة وغير المألوفة، والقدرة على تغيير نهج الفرد حسب الحاجة. الاحترام: إظهار الاحترام لثقافات ومعتقدات وعادات البلد المضيف وشعبه. التسامح: القدرة على تحمل الاختلافات في الرأي ووجهات النظر، والعمل بفعالية مع الأشخاص الذين قد يكون لديهم قيم ومعتقدات مختلفة. التعاطف: القدرة على فهم وجهات نظر وخبرات الآخرين والارتباط بها، وهو أمر أساسي في بناء علاقات قوية وتعزيز الثقة. الصبر: القدرة على تحمل الانتكاسات والتأخير والاستمرار في مواجهة العقبات. بشكل عام، يستغرق تطوير هذه المهارات والقيم وقتًا وجهدًا، ومن المهم أن يحصل المدير الدولي على التدريب والموارد التي يمكن أن تساعدهم في اكتسابها وإتقانها. ضعف الذكاء الاجتماعي: قد يفتقر المديرون إلى القدرة على فهم وتقدير الأبعاد الثقافية للبلد المضيف، مما قد يؤدي إلى انعدام الثقة والاحترام من الموظفين المحليين وشركاء الأعمال. الحنين إلى الوطن: عادة ما يكون المديرين الدوليين غير قابلين للتكيف في البلد المضيف نتيجة لحنينهم الدائم إلى اوطانهم وهذا ما يشكل تأثير عليهم وتحدياً لمهامهم الجديدة في البلد المضيف. التحديات التي تواجه الشركة والمدير الدولي: تتأثر بيئة الأعمال التجارية الدولية بشكل كبير بالسيناريوهات السياسية والعلاقات الخارجية بين الدول، عند توسيع نطاق الاعمال الدولية اصبح من الضروري معرفة الأنظمة المالية والسياسات التجارية واللوائح الضريبية الخاصة بكل بلد.، يعد الخلاف في العلاقات بين الدول أحد أكبر التعقيدات في الأعمال التجارية الدولية. تؤثر هذه المعرفة على استراتيجية وتضمن الالتزام بالقواعد واللوائح المعمول بها في بلد التشغيل. تؤثر القرارات السياسية التي يتخذها القادة على الضرائب ، وأجور العمالة، وأسعار السلع، وتكاليف النقل والبنية التحتية، وما إلى ذلك بحيث يجب أن تمتثل سياسة مكان العمل لجميع اللوائح. الخاتمة: يمكن القول بإن مجموع التحديات التي تواجه المديرين الدوليين تتضمن العديد من الجوانب وهي كالتالي · التحديات الثقافية وهي التي تصب في اختلاف الثقافة والأعراف والتقاليد واللغة أيضا · التحديات الفنية التي تتضمن المهارات الفنية والتقنية والأساليب الإدارية المختلفة عن البلد الأم · تحديات العودة وما يصاحب ذلك من تغير في بيئة البلد الأم · تحديات التعامل مع القوانين والأنظمة المحلية المراجع: Wurtz, O. (2014). An empirical investigation of the effectiveness of pre-departure and in-country cross-cultural training. The International Journal of Human Resource Management, 25(14), 2088-2101.‏ Hurn, B. J. (2007). Pre‐departure training for international business managers. Industrial and Commercial Training.‏ Katz, J. P., & Seifer, D. M. (1996). It's a Different World Out There: Planning for Expatriate Success Through Selection, Pre-Departure Training and On-Site Socialization. Human Resource Planning, 19(2).‏
ان التحديات والعصوبات التي تواجه المدييرين الدوليين اصبحت تشكل احدى الامور التي تعمل الكثير من المؤسسات ومنظمات الاعمال على تفاديها، حيث أن  العصر الحالي يبين لنا مدى ضراوة المنافسة التي تخوضها تلك المنظمات للعمل على اجتذاب المواهب في جميع انحاء العالم والاحتفاظ بهم وتطويرهم. لذلك على الرغم من وجود تباطؤ اقتصادي عالمي حاليًا، هناك شروط هيكلية رئيسية لضمان استمرار المنافسة على المواهب لهذا فهي تعمل على البحث عن الأفراد الذين يمكنهم الإدارة بفعالية من خلال البيئة العالمية المعقدة والصعبة والمتغيرة والغامضة في كثير من الأحيان.
حيث أن العمل في بيئة غريبة فيه ما فيه من ضغوط نفسية واجتماعية قد تجعل المدير الأجنبي أحياناً يشعر وكأنه منفس من بلد ويعان من القلق ومن صدمة ثقافية (عكسية أحياناً) ويحس وكأنما اقتلع من بيئته وموطنه.
وقد يصل الأمر ببعضهم إلى أن يعودا إلى أوطانهم قبل انتهاء مدتهم. المدير الأجنبي يجد نفسه أمام بيئة سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة تماماً عما عهده، وليس ذلك فحسب، بل عليه مع كل ذلك أن ينشئ علاقات جديدة مهنية وغير مهنية، علاقات اجتماعية وعلاقات عمل مع مرؤوسين وزملاء وعملاء وسلطات حكومية.. الخ.
ويتوقع منه أن يكون واسطة ومنسقاً لشركته في الخارج والسلطات الحكومية كما عليه ان يحافظ على علاقته الأسرية وعلى أفراد اسرته وأن يساعدهم على التكيف مع البيئة الجديدة.

ماهي التحديات التي يواجهها المديرين الدولين:

هناك العديد من التحديات التي يواجهها المديرين الدوليين اثناء تأدية أعمالهم في البلدان المضيفة والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

أولاً: تحديات البيئة الطبيعية:

تتمثل التحديات البيئية والطبيعية، في أمور الطقس والمناخ فمثلا المديرين الذي يعيشون ضمن الطقس والمناخ البارد يصعب عليهم تقبل المناخ الحار وبالتالي فإن مستوى الحياة والمعيشة الذي غالباً ما يقل عن المستوى الذي الفه المدير الأجنبي طول حياته.
هنالك أيضاً جانب العناية الصحية وهل هي في مستوى الخدمات الصحية الكافي، والتطبيب وتعليم الأطراف ومدارسهم. هنالك طبعاً موضوع البعد عن الأهل والأصحاب الذين هم صمام الأمان النفسي للفرد في كل مجتمع.
ويمكن أن نضيف هنا افتقاده لمجالات الترفيه والرياضة والاهتمامات والهوايات الشخصية وهل يستطيع المدير الأجنبي متابعتها بلا شك لن يستطيع متابعتها بنفس الانتظام السابق وحتى بعض الأشياء العادية – كالتسويق في محلاته التجارية المفضلة- لن تكون متاحة.

ثانياً: التحديات الثقافية

يتطلب تشغيل شركة في بلد أجنبي فهم الثقافة المحلية، حيث أن الممارسات التجارية المقبولة والشائعة في الولايات المتحدة ليست دائمًا مناسبة عند إدارة الموظفين في بلد آخر. على سبيل المثال، قد يجد المدير الذي يعين المهام بسرعة للموظفين الأفراد وينتقل إلى مهام أخرى أنه قد أهان عاملاً معتادًا على آداب التعامل الرسمية، وبالتالي فإن هذا الامر قد يؤدي إلى فقدان الروح المعنوية لدى العامل، وغالبًا ما يؤثر عدم فهم الثقافة على اتصالات المدير مع العملاء والقدرة على التفاوض مع الشركات المحلية الأخرى أيضًا.
كما تتضمن بعض التحديات الثقافية والاجتماعية فيما يلي: ( Katz & Seifer,,1996)

بناء العلاقات:

نظرًا للاختلافات بين الثقافات، يمكن أن يكون بناء العلاقات عبر الثقافات أمرًا صعبًا بشكل خاص عند الانتقال إلى بلد جديد، ذلك لأن الثقافة تحدد الطرق التي نبني بها مجتمعنا، وكيف نتواصل، والسمات أو السلوكيات التي نميل إلى تقديرها، وهذا الامر يشكل تحدٍ بالنسبة للتكيف الثقافي بالنسبة للمدير الأجنبي.
حيث أنه غالبًا ما تؤدي صعوبة القيام بذلك إلى الشعور بالعزلة عن الأسرة، والاغتراب عن الأقران، والتوتر أو القلق، وحتى الاكتئاب. في المقابل ، قد يواجه المديرين الدوليين مشكلة في تطوير الصداقات وبناء شبكة دعم محلية قوية.
حواجز اللغة
يعد الاتصال مكونًا رئيسيًا لكل عمل تجاري ناجح، لذا يجب أن يكون اكتساب مستوى معين من الطلاقة في اللغة المحلية من الأولويات التي تسمح للمدير الأجنبي القدرة على التواصل مع المجتمع المحلي، حيث قد تتضمن حواجز اللغة ما يلي:
اللغة المحلية ولغة العمل
التحدث بطلاقة بلغة البلد المضيف
صعوبة فهم بعض جوانب اللغة المهمة في العمل
صعوبة التكيف مع المعايير والتوقعات المحلية:
قد يواجه المديرون صعوبة في التكيف مع الأعراف المحلية، مثل قواعد اللباس، والالتزام بالمواعيد، والآداب الاجتماعية، مما قد يجعل من الصعب التكيف مع الموظفين المحليين وشركاء الأعمال وتأخذهم على محمل الجد.
وبناء على هذه التحديات فإن الشركات تلجأ إلى تدريب وتطوير مهارات المديرين الدوليين بما يمكنهم على التعامل مع تلك التحديات من خلال تعزيز قدراتهم ومهاراتهم في العديد من الجوانب المهارية الوظيفية وغير الوظيفية والتي سنحاول التطرق لها في هذه الورقة البحثية.

ثالثاً: تحديات البيئة الاجتماعية:

هناك أشياء خاصة بالسلوك المتوقع من المدير الأجنبي ومن أفراد اسرته عليه أن يراعيها، وما يجعل الأمر صعباً هو أن معرفة هذه القواعد الخاصة بالسلوك وما هو متوقع منه تقتضي وقتاً طويلاً لفهمها، كما أنه حتى بعد معرفتها، فإنه يتطلب وقتاً للتكيف معها.
إضافة إلى أن جهله باللغة المسموعة والصامتة، لمجتمع البلد المضيف، قد يؤدي إلى حرصه الذي عاد ما يكون مدعاة للقلق او ما يسمى بالصدمة الثقافية، وكل ذلك يؤثر على مقدرته على التعامل والتفاهم مع الآخرين بدءاً من العاملين معه في المنشأة ومروراً بالشركاء المحليين والعملاء الخارجيين والمسؤولين الحكوميين وقد تتطلب منه وظيفته أن تكون له علاقات اجتماعية مع كل هؤلاء. (Wurtz, 2014)
القوانين والأنظمة
تختلف الضوابط الحكومية وقوانين الضرائب ومعايير الصحة والسلامة من موقع إلى آخر، الامر الذي يشكل تحدياً بالنسبة للمدير الدولي وفي ضرورة فهمه للقوانين والأنظمة واللوائح المحلية، إضافة إلى ضرورة الاطلاع على الحالة الاقتصادية للبلد بكافة مجرياتها.

رابعاً: تحديات فنية ومهنية:

في العادة لا يرتقي حجم العمل في الشركة التابعة داخل البلد المضيف إلى حجم العمل في مركز الشركة الام، فالوحدات الصناعية تكون أصغر والاقسام الإدارية أصغر، كما أن التقنية المستخدمة في البلد المضيف قد تكون اقل حداثة، إضافة إلى ان الأساليب الإدارية والتسويقية في البيئة المحلية تكون اكثر تعقيداً، لهذ فالتحديات الفنية والمهنية قد تتضمن في الآتي:
عدم توفر التقنيات المطلوب للعمل في البلد المضيف
ضعف البنية التحتية للبلد المضيف خصوصا في الأمور التكنلوجية
خامساً: تحديات العودة:
قد يستغرب البعض كيف تغدو العودة إلى الوطن تحدياً أمام المدير الأجنبي العائد إلى رئاسة شركته وموطنه. هذه أيضاً نظرة عديدة من الشركات العالمية التي لا تعطي الموضوع حقه من الأهمية تاركة مدراءها العائدين يعانون في صمت، حيث يتعدى هذه التحدي مجرد التكلفة أو إعادة التأقلم حيث يفترض أنهم لن يلاقوا مشاكل في ذلك لكنهم يلاقون. (Hurn, 2007)
هنالك أولاً المشكلة المالية عندما يكتشف المدير العائد أن ارتفاع تكاليف الحياة الجامح في بلده قد جعل شراء منزل وتأثيثه وشراء عربة ومتطلبات أخرى فوق حجم مدخراته. هنالك ثانياً الوضع المميز الذي فقده فبعد أن كان ((الرجل الأول)) في الخارج يجد أنه مجرد واحد من عشرات، وأكثر من ذلك قد يجد نفسه خارج مجرى الأمور، فالشركة لا تشركه في القرارات ولا تستفيد من خبراته والفرص قد فاتته وأقرانه قد تخطوه بمراحل لأنهم لم يغادروا أبداً بينما تلاشت الأهمية الاجتماعية التي كان يلقاها في الخارج وتلاشى معها الوهج والأضواء التي كانت مركزة عليه.
أحياناً بل من الطبيعي أن يعود متأثراً بالثقافة التي عرفها في الخارج وأن يظهر اثر ذلك في نظرته للأمور بل قد يحمل معه بعض تقاليدها وذلك قد ينفر منه زملاؤه. وبعض العائدين يظلون يعانون صدمة حضارية عكسية لفترة ليست بقصيرة.
فالمدير العائد يواجه مسألة الفروقات في الأجر والتعويض، حيث تكون هي في العادة أعلى ممّا هو عليه الحال في الدولة الأم؛ ممّا يُعرّضه لضرورة التنازل عن نمط الحياة الراقي الذي كان يعيشه في الخارج من الناحية المادية على الأقل، كما يتعرض المدير العائد للانزواء في زاوية غير مهمة في الشركة بسبب التغير التقني والفني الكبير، بسبب ظهور جيل جديد من الكفاءة البشرية التي لها القدرة على ممارسة النشاط بما يتناسب مع التقدم الجديد
  • التحديات الأخرى التي تواجه المدراء الأجانب:
  • العلاج الطبي والخدمة الصحية الوقائية المقدمة.
  • المجالات الترفيهية والرياضية المتواضعة في الدولة المضيفة وغيرها.
  • البعد عن الأهل والأصدقاء.
  • مسائل التعليم والتربية.
فكل هذه الأمور السابقة تجعل المدير الأجنبي الوافد يعمل في ظروف نفسية وبيئية غير مريحة، تقوم بالتأثير على الأداء وعلى الإنتاج، لكن الحكومات والشركات الأجنبية تمكَّنت من التخلص من هذه المشاكل من خلال بناء مجمعات خاصة بالجالية المقيمة بالدولة المضيفة. وتحتوي هذه المجمعات على:
وسائل الترفيه والتثقيف والترويح عن النفس.
توفير الصالات الرياضية لممارسة الأنواع المختلفة من الأنشطة والرياضات.
الحصول على الخدمة الصحية المناسبة وتلقي العلاج المناسب.
وجود مراكز تعليمية من مدارس وجامعات تكون تابعة للدولة الأم، مثل فروع المدارس الأمريكية في المجمعات
ممّا يؤدي إلى حدوث نوع من الإحباط لديهم تنعكس آثاره في النهاية على جميع التنظيم ومستوى الأداء فيه.

آلية مواجهة التحديات التي يواجهها المديريين الدولين

تعد الكفاءة الثقافية من أهم المهارات التي يجب على المدير الدولي إتقانها قبل إرساله إلى بلد مضيف. يشير هذا إلى القدرة على فهم وتوجيه عادات وقيم ومعتقدات الثقافة المحلية من أجل التواصل والعمل بشكل فعال مع الناس من تلك الثقافة.، يتضمن ذلك فهم الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد الخاصة بالثقافة، فضلاً عن القدرة على التنقل بوعي من حيث فهم الأعراف والتقاليد الاجتماعية للبلد المضيف.
مهارة أخرى مهمة هي إتقان اللغة: يمكن أن تؤدي القدرة على التحدث باللغة المحلية بطلاقة إلى تحسين التواصل والقدرة على بناء علاقات مع الموظفين والشركاء المحليين.
بالإضافة إلى هذه المهارات المحددة، يجب أن يمتلك المدير الدولي أيضًا بعض القيم والمواقف التي ستساعدهم على تجاوز الاختلافات الثقافية التي سيواجهونها. وتشمل الآتي:
الانفتاح: الاستعداد لتحدي الافتراضات والتحيزات والانفتاح على طرق جديدة للتفكير وفعل الأشياء.
المرونة: القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة وغير المألوفة، والقدرة على تغيير نهج الفرد حسب الحاجة.
الاحترام: إظهار الاحترام لثقافات ومعتقدات وعادات البلد المضيف وشعبه.
التسامح: القدرة على تحمل الاختلافات في الرأي ووجهات النظر، والعمل بفعالية مع الأشخاص الذين قد يكون لديهم قيم ومعتقدات مختلفة.
التعاطف: القدرة على فهم وجهات نظر وخبرات الآخرين والارتباط بها، وهو أمر أساسي في بناء علاقات قوية وتعزيز الثقة.
الصبر: القدرة على تحمل الانتكاسات والتأخير والاستمرار في مواجهة العقبات.
بشكل عام، يستغرق تطوير هذه المهارات والقيم وقتًا وجهدًا، ومن المهم أن يحصل المدير الدولي على التدريب والموارد التي يمكن أن تساعدهم في اكتسابها وإتقانها.
ضعف الذكاء الاجتماعي:
قد يفتقر المديرون إلى القدرة على فهم وتقدير الأبعاد الثقافية للبلد المضيف، مما قد يؤدي إلى انعدام الثقة والاحترام من الموظفين المحليين وشركاء الأعمال.
الحنين إلى الوطن:
عادة ما يكون المديرين الدوليين غير قابلين للتكيف في البلد المضيف نتيجة لحنينهم الدائم إلى اوطانهم وهذا ما يشكل تأثير عليهم وتحدياً لمهامهم الجديدة في البلد المضيف.
التحديات التي تواجه الشركة والمدير الدولي:
تتأثر بيئة الأعمال التجارية الدولية بشكل كبير بالسيناريوهات السياسية والعلاقات الخارجية بين الدول، عند توسيع نطاق الاعمال الدولية اصبح من الضروري معرفة الأنظمة المالية والسياسات التجارية واللوائح الضريبية الخاصة بكل بلد.، يعد الخلاف في العلاقات بين الدول أحد أكبر التعقيدات في الأعمال التجارية الدولية. تؤثر هذه المعرفة على استراتيجية وتضمن الالتزام بالقواعد واللوائح المعمول بها في بلد التشغيل.
تؤثر القرارات السياسية التي يتخذها القادة على الضرائب ، وأجور العمالة، وأسعار السلع، وتكاليف النقل والبنية التحتية، وما إلى ذلك بحيث يجب أن تمتثل سياسة مكان العمل لجميع اللوائح.
يمكن القول بإن مجموع التحديات التي تواجه المديرين الدوليين تتضمن العديد من الجوانب وهي كالتالي
· التحديات الثقافية وهي التي تصب في اختلاف الثقافة والأعراف والتقاليد واللغة أيضا
· التحديات الفنية التي تتضمن المهارات الفنية والتقنية والأساليب الإدارية المختلفة عن البلد الأم
· تحديات العودة وما يصاحب ذلك من تغير في بيئة البلد الأم
· تحديات التعامل مع القوانين والأنظمة المحلية
المراجع:
Wurtz, O. (2014). An empirical investigation of the effectiveness of pre-departure and in-country cross-cultural training. The International Journal of Human Resource Management, 25(14), 2088-2101.‏
Hurn, B. J. (2007). Pre‐departure training for international business managers. Industrial and Commercial Training.‏
Katz, J. P., & Seifer, D. M. (1996). It's a Different World Out There: Planning for Expatriate Success Through Selection, Pre-Departure Training and On-Site Socialization. Human Resource Planning, 19(2).‏
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق