الادوار الاستراتيجية للموارد البشرية





الادوار الاستراتيجية للموارد البشرية

لقد شكلت التحولات والتغييرات التي بات يشهدها العالم اليوم، في كافة نواحي الحياة المعاصرة، توجه العديد من المنظمات، الى تبني العديد من الاستراتيجيات التي من شأنها معالجة مشاكل العجز والفائض، فيما يتعلق بالموارد البشرية في كافة قطاعات العمل، الامر الذي عمل على خلق الاهتمام الكبيرة بالموارد البشرية، من حيث ادماجه في الإدارة الاستراتيجية، للانتقال من الأطر التقليدية، الى الاطار التحويلي كشريك الاعمال الاستراتيجي للموارد البشرية، حيث أن هذا الاهتمام كان وليد المشاكل التي جعلت إدارة الموارد البشرية في اتجاه مغايير غير متناسق مع الاعمال المؤسسية، وبالتالي انعدام عمل الموارد البشرية بما يحقق اهداف المنظمات.
المحور الأول: مفهوم الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية
كيما نتطرق الى مفهوم الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، فإننا سنقوم بتوضيح مفهوم الإدارة الاستراتيجية والموارد البشرية بشكل منفصل ومن ثم ايراد المفهوم الخاص بها وذلك بناء على الآتي: (عبدالرحمن، 2020)

تعرف الإدارة الاستراتيجية:

تعرف التفكير في كيفية استعمال الموارد المتاحة للمنظمة من أجل تحقيق الغايات والأهداف المراد تحقيقها.
تعريف إدارة الموارد البشرية:
عملية اختيار العاملين ذوي الكفاءات المناسبة وتسيير جهودهم وتوجيه طاقاتهم وتنمية مهاراتهم وتحفيز هم وتقييم أعمالهم والبحث في مشاكلهم وتقوية علاقات التعاون بينهم وبين رؤسائهم وبذلك تساهم في تحقيق الهدف الكلي للمنظمة من حيث زيادة الإنتاجية وبلوغ النمو المطلوب للأعمال والأفراد.
وفي تعريف إدارة الموارد اجرائياً يمكن القول بإن إدارة الموارد الموارد البشرية هي الإدارة المختصة بتخطيط القوى العاملة واستقطاب الموارد وتوظيفها، بناء على تحليل الوظائف ومتطلباتها، إضافة إلى تدريب العاملين واجراء عمليات التقييم.

الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية:

تعني الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية أن تكون التحركات الرئيسية في مجال الموارد البشرية مرتبطة بالتحركات الرئيسية للمؤسسة. أي أن تكون أهداف واستراتيجيات وسياسات وخطط إدارة الموارد البشرية مرتبطة بأهداف وسياسات وخطط المؤسسة. ويعني هذا على سبيل المثال، أنه بعد تحديد أهداف المنظمة ككل يتم ترجمة ذلك إلى أهداف على مستوى إدارة الموارد البشرية.
وفيما يتضمن تعريفها هناك العديد من التعاريف التي تضمنتها الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، والتي يمن عرضها فيما يلي:
تعرف الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية بإنه، عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بالموارد البشرية، والتي تعمل جميعها على تفاعل ابعاد وعناصر الموارد البشرية مع الاستراتيجية العامة للمؤسسة وتسعى الى تحقيق أهدافها المستقبلية. ( العنزي، 2019)
ويعرفها راندل شولر Schuler Randal ( " الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية هي التي تعمل على تحقيق التكيف والتكامل للموارد البشرية ، حيث يلخص هذا التعريف ما يلي: (البو الروس، 2010)
· التكامل التام بين إدارة الموارد البشرية وإستراتيجية المؤسسة
· ضمان التحقيق الكامل لسياسات الموارد البشرية عبر من كل مجالات السياسة الوظيفية والمستويات الإدارية.
· قبول وتطبيق ممارسات الموارد البشرية من قبل المديرين التنفيذيين والأفراد كجزء من عملهم اليومي
· . هي خطة طويلة الأجل مكونة من مجموعة نشاطات على شكل برامج وسياسات تكون وظائف هذه الإدارة
لهذا يمكن القول أنه في إطار المفهوم التقليدي للموارد البشرية، فإننا نجدها تركز على الخصائص السلوكية والعادات الموجودة لدى الموظفين اكثر من أي شيء آخر، الأمر الذي قد يشكل ثقافة الاحتلال الوظيفي، الذي كان مناسب في الماضي، لهذا كان الممارسات الجديدة في الموارد البشرية تشكل رؤية المنظمة في تعاملها مع العنصر البشري على المدى الطويل، بحيث يشكل هذا الجانب دور استراتيجية الموارد البشرية، وطريقة استثمارها لرأس المال البشرية، بما يتماشى مع الممارسات التي تتضمنها استراتيجية المؤسسة، وفق رسالتها وأهدافها المستقبلية التي تطمح في تحقيقها.

ثانياً خصائص الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

هناك العديد من الخصائص التي تتضمن الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، باعتبارها استراتيجية متكاملة تعمل على التوافيق بين الموارد البشرية واستراتيجية المنظمة، لهذا فإن الخصائص التي تتضمنها الإدارة الإستراتيجية تتضمن الآتي:
1- النظر إلى الموارد البشرية باعتبارها موردا استراتيجيا.
2- الاهتمام بالجوانب الاستراتيجية والتنفيذية والإجرائية للموارد البشرية.
3- ان تعمل على تحقيق الترابط ما بين إدارة الموارد البشرية، مع الاستراتيجية العامة للمؤسسة، لتحقيق التكامل بينهما.
4- ضرورة الأخذ بالحسبان للبيئة المحيطة بما تضمه من فرص وتهديدات من ناحية ونقاط قوة وضعف من ناحية الموارد البشرية.
5- اعتبار الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية أداة لتحسين الأداء التنظيمي، والعمل على تعزيز الثقافة التنظيمية التي من شأنها تحقيق الأداء الفعال للمؤسسة.
ويمكن القول هنا بإن خصائص الإدارة الاستراتيجية تتضمن في اهتمامها لرأس المال البشري باعتباره من اهم مقومات الاستراتيجية نحو تحقيق الأهداف، إضافة إلى اختصاصها في تنمية المواهب والاحتفاظ بهم، إضافة إلى تطوير الموارد البشرية بما يتوافق مع اهداف العمل المؤسسي.
أهمية الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية:
إن أهمية الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، تنطوي في مدى قدرتها على تحقيق الفعل الاستراتيجي للموارد البشرية باعتبارها شريك استراتيجي في المؤسس، لا إدارة تقليدية، وبالتالي فإن اهميتها تتضمن الآتي:
دمج الموارد البشرية في إطار استراتيجية المؤسسية وبما يحقق أهدافها التي تسعى الى تحقيقها.
التعاون والتنسيق بين إدارة الموارد البشرية والإدارات الأخرى، بما يضمن تحقيق التأثير المتبادل فيها بينها؟
توجيه رأس المال البشري بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
موائمة أنشطة الموارد البشرية مع كافة اعمال المؤسسة، بحيث تعمل على تحقيق التكامل الرأسي والتكامل الافقي.
تحليل نقاط الضعف والقوة والتهديدات والفرص ومن ثم تطوير الموارد البشرية بما يحقق الفاعلية في الأداء.

أهداف الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية


هناك العديد من الأهداف التي تتضمنها الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية والتي يمكن توصيفها وفقاً للآتي:
العمل على تحقيق الميزة التنافسية للشركة، من خلال الطرق المختلفة التي تشكل محوراً هاماً في هذا الجانب.
العمل على توليد الطرق التي من خلال يمكن للمنظمة التأكد من امتلاك المواهب والكفاءات المتحمسين الذين تحتاج إليهم.
التطوير المستمر من خلال التفاعل والتواصل بما يحق التوازن للعاملين بين العمل والحياة.
بناء نظام الموارد البشرية بما يحقق له التكيف مع الظروف المحيطة، أي بما معناه تحقيق التكامل ما بين استراتيجية الموارد البشرية واستراتيجية المؤسسة.
الاهتمام بكافة القضايا المرتبطة بالتغيير، إضافة إلى الاهتمام بكافة الجوانب المرتبط بالمدى الطويل في اتخاذ القرارات.
مشاركة الافراد وتحفيزهم على التفكير والابتكار ومساهمتهم في حل المشكلات وتحمل المسؤوليات
المحور الثاني استراتيجية الموارد البشرية
إن التغيير في إدارة الموارد البشرية لم يقتصر على المسمى فقط، بل امتد ا إلى المضمون والأدوار أيضاً، وأصبح لإدارة الموارد البشرية إستراتيجية خاصة بها. فإستراتيجية إدارة الموارد البشرية تعمل على فهم البيئة الداخلية للمنظمة، ومتطلباتها ومتغيراتها الأساسية والمؤثرة؛ من حيث: رسالتها، وغاياتها، وأهدافها، وأساليبها الإدارية، وثقافتها التنظيمية، ومتطلبات العمل فيها.. وغيرها، فضلاً عن فهمها للبيئة الخارجية المحيطة بالمنظمة، والإحاطة بجميع متغيراتها، وقوانينها، وهذا الفهم للبيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، يُمكِّن إدارةَ الموارد البشرية من وضع إستراتيجيتها بنجاح، وبشكل يحتوي على مواءمة كبيرة بين ممارسات ونشاطات إدارة الموارد البشرية، والمتغيرات والتحديات التي تحتويها البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة.
تعريف إستراتيجية الموارد البشرية
يتطلب تصميم استراتجيات الموارد البشرية الإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية وهي:
أين نحن الآن ؟ أين أن نود أن نكون بعد خمس سنوات ؟ كيف نصل ؟
يجب أن تتكامل استراتجيات الموارد البشرية رأسيا مع الإستراتجية العامة للمؤسسة وأفقيا مع استراتجيات الوظيفة الأخرى ( التسويق، الإنتاج، العمليات المالية...الخ )، فضلا عن أهمية تكاملها وانسجامها مع بعضها البعض.

مكونات استراتيجية الموارد البشرية

تتضمن استراتيجية الموارد البشرية في مكوناتها الرئيسية ما يلي:
1- الرؤية: هي الطريقة التي ترى بها إدارة المؤسسة المستقبل البديل وهي تعبر عن الطموحات المطلوب تحقيقها. وهي أساس التغيير. ومن المهم أن يشارك الجميع في وضعها. حيث يساعد ذلك على توحيد الجهود. تعزيز الإبداع وتحمل المسؤولية.
2- الرسالة: هي ذلك الجزء المتعلق بالتعامل مع العنصر البشري في المؤسسة. والذي يمثل جزءا من رسالتها. ويمكن تعديلها وفقا للفرص أو التهديدات.
3- الأهداف: يجب أن توضع وتعرف الأهداف المطلوب تحقيقها بغية انجازها. ويتم وضع أهداف الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية في ضوء الأهداف العامة للمؤسسة.
تحديد التوجهات الإستراتيجية للموارد البشرية:
تتضمن القضايا الرئيسية في شؤون الموارد البشرية كالاستقطاب والاختيار والمفاضلة بين المصادر الداخلية أو المصادر الخارجية للحصول على العناصر المطلوبة....الخ.
فتحديد مثل هذه التحديات يساعد في بناء الإستراتيجية والخطط والبرامج التفصيلية في هذا المجال الحيوي، ويساعد في تحديد الأنشطة الرئيسية والمجالات الأساسية لمساهمات الموارد البشرية، ومن ثم تحديد نوعيات وأعداد الأفراد ومواصفاتهم الدقيقة المتناسبة مع متطلبات تلك الأنشطة، كما تتحدد بناء على استقراء التوجهات الإستراتيجية قضايا تتعلق بالاستثمار في تطوير نظم الموارد البشرية، ومدى الإقبال على بناء الطاقات التدريبية الذاتية للمنظمة، وحدود التمويل المتاح لتنفيذ برامج التطوير التقني لأداء وحدات إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية وغير ذلك من التفصيلات المتصلة بجوانب عمل تلك الإدارة.
العناصر والإجراءات المبنية عليها إستراتيجية الموارد البشرية
تتضمن العناصر والإجراءات التي يتم فيها بناء استراتيجية الموارد البشرية ومنظورها العملي وفق تطبيق أدوارها العملية العمل على تنفيذ مجموعة من العمليات التي تأخذ الخطوات التالية:
تحليل المناخ البيئي الداخلي والخارجي:
حيث يتضمن المناخ البيئي الداخلي والخارجي مجموعة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات ولكل جانب من هذا المناخ سياستها الخاصة في عملية التحليل وفقاً لما يلي:
تحليل المناخ الداخلي:
تحليل المناخ الداخلي يتضمن تحليل نقاط القوة والضعف للبيئة الداخلية للمنظمة، والتي تتضمن العناصر البشرية والمادية والمعنوية التي تتفاعل فيما بينها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والتي قد تتضمن البيانات ومصادرها، الافراد ومدى جاهزيتهم وكفاءتهم في تنفيذ المهام المطلوبة منهم، المعدات والتجهيزات، السياسات الإدارية المتبعة، وغيرها من الأمور المرتبطة ببيئة المنظمة الداخلية.
تحليل المناخ الخارجي:
يتضمن تحليل المناخ الخارجي النظر في كافة العوامل البيئة الخارجية للمنظمة والتي تشكل تهديداً لها أو فرص يجب العمل على استغلالها، إضافة إلى المتغيرات الخارجية وما قد يطرأ عليها من تطويرات او تغييرات قد يكون لها اثر على عمل المنظمة، وبالتالي يتطلب هذا الامر المتابعة المستمرة، مع الالمام بمزايا المنافسين وماهي التهديدات التي قد تنعكس على المنظمة.
وبناء على منظور التحليل الداخلي والخارجي، فإنه تتبلور رؤية واضحة امام الاستراتيجية، لتحديد اطر المهام المستقبلية للمنظمة، وماهية المخاطر والتهديدات وكيف التغلب عليها، إضافة إلى مستوى الفرص التي يجب العمل على استثمارها، ليكون هذا التحليل يشكل مصدر البيانات الهامة التي سيتم بناء عليهم تكوين استراتيجية الموارد البشرية.

تحديد الأهداف الإستراتيجية في مجال الموارد البشرية:

بمعنى أن تحدد النتائج المستهدفة من كل نشاط تباشره إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية كي تكون تلك الأهداف هي المعبر التي تتم في ضوءها متابعة التنفيذ وتقييم الإنجازات على المستوى التفصيلي".
ولا يتأتى تدوين الأهداف الاستراتيجية إلا بناء على تحليل الوضع الحالي للمؤسسة وفق تحليل المناخ الداخلي والخارجي لها، ومن ثم التعرف على ماهية التوجهات المستقبلية، وبالتالي العمل على اعداد مؤشرات القياس وجملة من البدائل حتى يتم التواصل الى تحديد الأهداف الاستراتيجية بشكل كامل.
صياغة وتكوين الإستراتيجيات:
خيرا يتطلب الأمر الإجابة على العديد من الأسئلة:
· ما هي إجراءات العمل التي يجب أن تتبعها المنظمة من أجل تحقيق أهدافها؟
· وما هي الأهداف التشغيلية التي ستحقق خلال هذه العملية؟
· وما هي التغيرات المطلوبة في الهيكل التنظيمي، العمليات الإدارية والأفراد المطلوبين؟
ان عملية صياغة وتكوين الاستراتيجية، تبنى بعد ذلك وفقاً للأهداف المحددة مسبقاً وبالتالي العمل على وضع الوسائل الخاصة بتنفيذ تلك الأهداف، إضافة إلى توزيع المهام والمسؤوليات بناء على ما يحقق التكامل بين المهام والاهداف، وفق رؤية دقيقة قادرة على تحقيق ذلك بفاعلية وكفاءة عالية
تنفيذ الإستراتيجية:
يتم تنفيذ الإستراتيجية من خلال ترجمتها في شكل خطط وبرامج وموازنات تعبر كل منها عن الأنشطة التي يجب تنفيذها، والموارد المخصصة لكل منها والتوقيت المحدد للأداء ومعايير الأداء المقبول. بالنسبة لإستراتيجية RH يكون التنفيذ مرتبطا بدرجة المركزية أو اللامركزية في وظائف إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية ذاتها، فحيث تكون المركزية هي النمط السائد تتولى الإدارة المركزية للموارد البشرية تنفيذ الإستراتيجية الموضوعة، أما في المنظمات التي تتبع النمط اللامركزية في إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية تكون كل وحدة من وحدات المنظمة مسئولة عن تنفيذ ما يخصها في إستراتيجية RH.
متابعة تنفيذ وتقييم نتائج الإستراتيجية:
يتضمن دور الاستراتيجية في متابعة وتقيم نتائج الاستراتيجية، بحيث تتضمن عملية المتابعة والتقيم التدفق المستمر، والمنتظم للمعلومات السليمة وبتوقيتها المناسب مما يحقق ذلك متابعة وتقيم العمليات التالية:
الأداء الفعلي، لكافة الوحدات والعمليات وقياسها بشكل مستمر والتحقق من نتائجها
اجراء عمليات المقارنة والتحليل لما هو منجز ومدى توافقه مع منهجية الخطة ومؤشرات القياس المحددة مسبقاً.
إضافة إلى تصحيح الانحرافات ومعالجتها في حال حدوثها بما يضمن التوافق مع ما هو مطلوب وما يجب إنجازه. التأكد من تحقيق كافة العمليات ومهام الاستراتيجية بشتى مهامها ومسؤولياتها.
محتوى استراتيجية الموارد البشرية:
تتضمن استراتيجية الموارد البشرية العمل على تطبيق الاستراتيجيات المتكاملة المتمثلة في الآتي:
استراتيجية تخطيط الموارد
لابد وان تتضمن استراتيجية تخطيط الموارد البشرية أن تكون جزءً مكملاً لتخطيط العمل، بحيث تتضمن في مفهومها العمل على الآتي: (ارمسترونج، 2020)
اكتساب المواهب والكفاءات المطلوبة
إيجاد تفاعل بين أنشطة الافراد واهداف المنظمة
حث الافراد على تحقيق الأداء المطلوب منهم.
وهنا يمكن القول بإن استراتيجية الموارد البشرية لم يعد الامر قائم على الية التخطيط في كيفية الحصول على الموارد فقط، بل كيفية الحصول على الموارد المطلوبة واستثمارها في تحقيق اهداف المنظمة.
استراتيجية الاحتفاظ بالأفراد
تتضمن استراتيجية الاحتفاظ بالأفراد، السعي نحو تحقيق أهدافها من خلال تحليل أسباب مغادرة العمل والعمل بتقديم كافة الحوافز والارتباطات التي من شأنها الاحتفاظ بهم، إضافة إلى التعليم والتطوير مما يعطي هذا الامر ثقة بالعاملين بأنفسهم واكسابهم مهارات جديدة بما يجعلهم قادرين على تحقيق المهام المستقبلية. (ارمسترونج، 2020)
أي أن معالجة قضايا الدوران الوظيفي يعد من الاستراتيجيات التي تسعى الموارد البشرية لتخفيفها ومعالجة كافة قضاياها بناء على التوجهات الاستراتيجية الجديدة للموارد البشرية.
حيث ان الطريقة التي قامت باستخدامها تشير الى أهمية العمل الجماعي كقيمة أساسية وفي ذات الوقت مكافئة الأشخاص على فاعليتهم في ذلك.
استراتيجية المرونة
تتضمن استراتيجية المرونة القدرة على تطوير الموارد البشرية عن طريق توفير مزيد من المرونة لكل شخص وقدرة تشغيله (ارمسترونج، 2020)
إضافة إلى أن الأمور التي يجب مراعاتها عند تشكيل استراتيجية المرونة فإنه ينبغي تنفيذ العمل عن طريق اطراف خارجية.
استراتيجية إدارة المواهب
هي نظام قابل للتكيف، لرعاية الأصول البشرية للشركة من خلال مبادرات التوظيف وإدارة الأداء المبتكرة. يسمح لك بتنفيذ الأساليب التي تعمل على تحسين عملية إدارة المواهب القياسية الخاصة بك، للاستفادة من رأس المال البشري الخاص بك، في دفع النمو والنجاح للشركة.(رضوان، 2013)
حيث وأن استراتيجية إدارة المواهب لابد وان تستخدم إجراءات توظيف تؤكد اختيار الأفضل، وبأنهم سيظلون في الشركة لفترة طويلة.
استراتيجية المكافئة:
تشكل أهمية استراتيجية المكافأة في مدى تقاربها مع سياسات إدارة الموارد البشرية، وبالتالي فإن استراتيجية المكافأة عادة ما تتضمن المكافئات على المقترحات الجديدة، والتي تسهم في تخفيض التكلفة وتحسن علاقات الموظفين بالمنظمة، إضافة إلى الاحتفاظ بهم لفترة طويلة، وهذا الامر يعزز فيهم دورهم في تحقيق الأداء المطلوب والذي يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للمنظمة بتوافق تام. (الكلالده، 2019)
استراتيجية علاقات الموظفين
إن استراتيجية علاقة الموظفين تتضمن تحقيق عوامل التوازن التي تشكل سعي الموظفين في تحقيق النجاح لأنفسهم وللمنظمة حيث هذا الامر من الأطر الاستراتيجية لعلاقات الموظفين، والتي يمكن أن تكون قائمة على أساس المعلومات المشتركة والجهد المشترك، من خلال تحقيق التبادل والالتزام نحو تحقيق اهداف المنظمة، والمشاركة وفق اطر استراتيجية مبنية على أساس توفير الافراد بالمواهب المطلوبة، ومن ثم العمل على إيجاد قدرات ابتكارية عالية لدى الموظفين ، إضافة إلى تحقيق مستوی عال من رضى الموظفين وتنفيذ البرامج التطويرية المدفوعة بالتدريب والتنسيق فيما بينهم، إضافة إلى تحقيق الولاء للمنظمة وفق قيمها وأهدافها وغاياتها. (التميمي، 2013)
الخاتمة:
من خلال ما سبق يتبين لنا العديد من المحاور التي تتضمنها اداور استراتيجية الموارد البشرية، والتي تشكل احدى التوجهات الحديثة الفاعلة في نقل عمليات الموارد البشرية من الاطار التقليدي، الى الاطار الاستراتيجي الذي يتميز بتوافقه واندماجه مع كافة عمليات ووظائف المنظمة للعمل وفق خطط متكاملة تهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة، كما أن الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، تعمل على تخطيط القوى العاملة بشكل مترابط لجميع وظائف الموارد البشرية، وارتباطها باستراتيجية واعمال المؤسسة، وذلك من خلال الاستثمار الأمثل لرأس المال البشري، ومنحه الأدوار التي تسهل عليه وجود حلقة وصل بينه وبين الإدارة العليا إضافة الى مساعدة المنظمة في عملية التغيير، وتحقيق استراتيجية علاقة الموظفين، هذا إضافة إلى الاحتفاظ بالمواهب، وإدارتها بما يجعلها قادرة على توفير الكفاءات والمواهب المطلوبة والعمل على الاحتفاظ بها وفق استراتيجية مرنة قادرة على اشراك العاملين في توجهات المؤسسة وفق شراكة استراتيجية لكافة الاعمال والخطط المستقبلية المراد تحقيقها.
المراجع:
1. أبو الروس، سامي(2010)، دور إستراتيجيات الموارد البشرية في تطوير الأداء المؤسساتي في المنظمات غير الحكومية في غزة، vi مذكرة ماجيستير في إدارة الأعمال، كلية التجارة الجامعة الإسلامية غزة.
2. ارمسترونج، مايكل(2020)، الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية، الترجمة غير مذكورة، مجموعة النيل العربي، القاهرة، مصر.
3. بن عنتر، عبدالرحمن(2020)، ادارة الموارد البشرية - المفاهيم والاسس , الابعاد والاستراتيجيات، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
4. التميمي، يونس(2013)، الإدارة الإستراتيجيــة فـي المصـرف الإسلامـي، دار اليازوري للنشر، الأردن.
5. رضوان، محمود(2013)، إدارة المواهب في المنظمة، المجموعة العربية للتدريب والنشر، مصر.
6. العنزي، سعد . الدهان، ايمان. العبيدي، نور، (2019)، الادارة الاستراتيجية للموارد البشرية - منظور عالمي، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
7. الكلالده، طاهر(2011)، استراتيجيات إدارة الموارد البشرية، دار غيداء للنشر، الأردن.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق